روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | الجوهرة الثمينة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > الجوهرة الثمينة


  الجوهرة الثمينة
     عدد مرات المشاهدة: 2821        عدد مرات الإرسال: 0

بدأت صغيرتي ووحيدتي تحضّر لحفلة في مدرستها، ثمّ أحضرت لي بطاقة سطّرتها بكلمات خرجت من قلبها لتستقرّ في قلبي، حتّى إضطررت أن ألغي كلّ إرتباطاتي في ذلك اليوم لأصحبها إلى مدرستها لأرى نشاطها وتفوّقها، لأنّ هذا من أهمّ حقوقها علي، فقد جلست في البيت دون عمل من أجل أن أرى أبناء صالحين، كانت حفلة جميلة جداً، كانت إحدى فقراتها عن عاملة في مدرستهم أسلمت حديثاً، وأجرت إحدى المعلّمات معها مقابلة، وعندما سألتها عن إسمها أجابت: الإسم الجديد الجوهرة، والقديم جين، ولمّا سألتها عن سبب تغيير إسمها من جين إلى جوهرة قالت: لأنّ الإسلام شيء ثمين نفيس وغال، وأنا أصبحت الآن مسلمة، وأصبحت شيئاً ثميناً كالإسلام، أما عن سبب إسلامها فقالت إنّ عاملة أسلمت قبلها وهي التي هدتها إلى الإسلام.

أنظري أختي الغالية!! مجرّد أن دخلت الأولى للإسلام دعت الثانية للدخول، بينما نحن مسلمون مذ خلقنا، فكم عدد من دخل الإسلام بجهودنا؟؟ لماذا أختي؟ لماذا أمي؟ لماذا صديقتي؟ ألا تسمعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لأنّ يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم»، اسمحي لي أن أداعب مشاعرك وأعزف لحن الحب لهذا الدين على أوتار قلبك، ثقي يا ابنة الإسلام أنّك تحملين أعظم جوهرة في هذا الكون، إنّها الدين العظيم، إنّه الإسلام، إنّها رسالة عظيمة، وأنتِ أيضاً عظيمة لأنّك تحملين رسالة الإسلام، فإعملي بها بحقّ، وإدعي غيرك إليها، وليكن شعارك: منذ ولدت وأنا أفخر بالإسلام، ولكن متى يفخر الإسلام بي؟

ترى كم تشعرين بالفخر عندما تملكين زخارف الدنيا، من شهادات عليا وقصور وسيارات وجواهر ثمينة؟ وكم تشعرين بفخر وأنتِ تملكين أعظم وأثمن جوهرة: دينك الحنيف، الإسلام العظيم، بالله عليكِ، قفي مع نفسك واسأليها هذا السؤال: من الأثمن: زخارف الدنيا جميعاً أم الإسلام؟ فإن إخترتِ زخارف الدنيا فعليك مراجعة نفسك، وإلا: {فالموتى يبعثهم الله}،أما أنتِ يا أخيّة، يا من كانت عندك الدنيا لا تساوي شيئاً مقابل إسلامك ودينك، أنتِ يا من حملت لواء الإسلام ومشعل الهداية والنور، أنتِ يا من أضأتِ الطريق لغيرك، فقد بشّرك عزّ وجلّ بقوله: {وأنتم الأعلون} وبشّرك أيضاً بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، فأنت ياحبيبة، يا من تحملين لواء الإسلام عالياً، أنتِ من هذه الأمّة التي إستحقت أن تكون خير أمّة، وإستحقت هذه الخيريّة بماذا؟ بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، إستحقت هذه الشهادة العظمى من ربّ العباد، فكوني أختي فخورة بذلك وإصدحي بالحق أينما كنتِ، مري بالمعروف وإنهي عن المنكر، فأنتِ أنتِ، الأم الرؤوم والابنة الوفيّة والزوجة الحنون، وأنتِ صانعة الرجال، فأنتِ الأمل يا حبيبة، أنتِ الأمل فإفخري بإسلامك، وإفخري بنفسك، ولتكن همّتك عالية علو الجبال، وتذكري: ربّ همّة أحيت أمّة، وتذكّري أيضاً قول ابن القيم رحمه الله: لو أنّ أحدكم همّ بإزالة جبل وهو واثق بالله لأزاله، وإنظري إلى أخواتك من نساء فلسطين، إنظري إلى من تقدّم فلذات كبدها شهيدا تلو شهيد، تقدّمهم من أجل ماذا؟ هل من أجل زخرف زائل، أم من أجل أن يقال عنها أم الشهيد؟ لا والله يا أختي، إنّها تقدّمهم في سبيل الله، وفي سبيل نصرة هذا الدين الحنيف، في سبيل الإسلام الحبيب، في سبيل أن تلتقي بهم ذلك اللقاء السرمديّ الدائم، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، في جنان الفردوس الأعلى، فلا تبخلي على إسلامك بمالك، وبجهدك ووقتك، وزوجك، وأولادك، ونفسك، فلهذا خلقتِ، وحياتك صائرة إلى زوال، وستسألين بعدها عن كل صغيرة وكبيرة، وتحاسبين على كلّ همسة وسكنة نفس، فماذا أعددتِ ليوم الرحيل، وهل أعددتِ لكلّ سؤال جواب؟ فعيشي سعيدة، وموتي عظيمة، وإختاري لك شعارا:

نبي الهدى قد جفونا الكرى *** وعفنا الشهي من المطعم

نهضنا إلى الله نجلو السرى *** بروعة قرآننا المحكم

ونشهد من دب فوق الثرى *** وتحت السما عزة المسلم

دعاة إلى الحق لسنا نرى *** له فدية دون بذل الدم

الكاتب: د/ أمل عبدالرحمن.

المصدر: موقع رسالة المرأة.